الصفحات

02‏/05‏/2009

مصير حمدي قنديل

 مصير حمدي قنديل

محمد عبد الرحمن من القاهرة: هو بلا جدال حالة خاصة واستثنائية على الساحة الإعلامية العربية خصوصاً في السنوات العشر الأخيرة، قبل تلك الفترة كان "قنديل" على علاقة قوية بجمهور شبكة art المشفرة والتي عمل بها لفترة طويلة بعد سلسلة من التجارب والانتقالات منذ غادر التليفزيون المصري مبكراً في السبعينيات من القرن الماضي،

لكن "قنديل" عندما عاد للشاشة الحكومية المصرية من جديد بدا وكأنه قادر على تعويض الغياب الطويل في أسابيع قليلة، حيث استطاع بعد الحلقات الأولى من برنامجه (رئيس التحرير) أن يجعل الجمهور ينتظره بشغف كل أثنين على شاشة القناة الثانية خصوصاً فقرة الأقوال المأثورة،
في هذه الفترة لم تكن الفضائيات قد غزت بيوت المصريين بعد، بالتالي لم يكن غريباً أن يطلب الإعلامي "مفيد فوزي" موعداً مختلفاً لبرنامجه (حديث المدينة) على القناة الأولى بعدما طغت جاذبية وصراحة ولغة وعبارات "حمدي قنديل" على كل من يظهرون في ذلك الوقت عبر الشاشات المصرية الأرضية، لكن الصدام كان قادماً لا محالة ولم يستمر "قنديل" طويلاً ليخرج إلى قناة (دريم) التي كانت في ذلك الوقت تفتح أبوابها لشيخ الصحفيين المصريين والعرب "محمد حسنين هيكل" لكن "هيكل " وقنديل" ومعهما "هالة سرحان" باتوا عبئاً على صاحب القناة رجل الأعمال "أحمد بهجت" فلا يوجد مستثمر قادر على مناطحة النظام حتى لو كان مؤمناً بالحرية وبصدق ما يقوله نجوم القناة التي يمتلكها لأن المضايقات لن تتوقف، حتى لو أدى خروجهم – وقد كان- إلى إضعاف الشاشة نفسها، لكنه في الوقت نفسه سيضمن حماية باقي استثماراته، وذهب "سرحان" إلى (روتانا) و" هيكل" إلى (الجزيرة) واستقر "حمدي قنديل" في (دبي) وكان وجهة مفاجئة كون القناة الإماراتية الأولى لم تتعامل مع الأصوات المعارضة من قبل، لكن الحق يقال فأن الإماراتيين صبروا طويلاً على حماس "حمدي قنديل" وكان برنامجه (قلم رصاص) بمثابة درة برامج القناة، قبل أن يفاجئ الكثيرون بانتهاء مرحلة التعاون المتبادل بعد أربع سنوات متتالية في شهر ديسمبر الماضي، وقتها تخيل محبو "قنديل" أنه لن يجد شاشة يطل من خلالها بسهولة، لكن العكس هو ما حدث فقد تلق عروضاً من (الجزيرة) و( المنار) و(الجديد) لكن المفاجأة كانت في موافقته على عرض (الليبية) وهي القناة التي عرفها الجمهور العربي – خصوصاً المصري-
فقط لأن "قنديل" يطل من خلالها بنفس البرنامج (قلم رصاص) لكن الدراما لم تتوقف عند هذا الحد، فخروج البرنامج من "لندن" والكلام حول رغبة ممول القناة "الساعدي معمر القذافي" تقديم إعلام ليبي مختلف، كل هذا تحطم بعد حلقة ناقش فيها "حمدي قنديل" قضية "خلية حزب الله" في مصر، لتنقلب الأمور على الجميع، بما في ذلك مدير القناة الذي تعرض للاعتقال، ويحمل الإعلامي المخضرم حقائبه من جديد لا يعرف أين يذهب هذه المرة، وتتوالي الأسئلة،
هل "قنديل "خطر إلى هذا الحد حتى يغضب كلامه دوماً الأنظمة العربية هنا وهناك، وهل بامكانه توصيل أفكاره بدون إثارة الغضب، وإلى أين سيحط الرحال في المرحلة المقبلة، أسئلة عديدة لا تهم فقط جمهور "حمدي قنديل" ولكن المهتمين بمساحة الحرية في الإعلام العربي، "شريط" يطرح على قراءة مناقشة هذه القضية سواء من خلال التعليق على هذا الموضوع، أو المشاركة في استطلاع الرأي على يسار الصفحة الرئيسية .
موقع شريط الاخبار

ليست هناك تعليقات:

المشاركات الشائعة