ردا على عمرو أديب: منتخب مصر مش نجس
كتب أحمد الليثي -
هناك قاعدة قانونية راسخة تقول "المتهم بريء حتى تثبت ادانته" وهناك قاعدة فقهية تقول "البينة على من ادعى".
وقبلهما، هناك آية قرآنية كريمة تقول "يا أيها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين".
الجميع يعرف هذه القواعد، وفي مقدمتهم الاعلامي عمرو أديب.
لماذا اذا لم يطبق عمرو أديب هذه القواعد في برنامجه "القاهرة اليوم" عندما سمح لنفسه بأن يتهم لاعبي المنتخب في أعراضهم وسمعتهم وردد ما قالته صحيفة جنوب إفريقية عن اصطحاب خمسة من اللاعبين لفتيات ليل إلى غرفهم بالفندق احتفالاً بالفوز على إيطاليا؟
عمرو أديب يعرف جيداً - كصحفي قبل أن يكون مذيعاً - ان أخبار الصحف ليست دليلا دامغا أبدا وإنما هي أنباء تحتمل الصحة أو الخطأ وأن كثيراً من الاخبار الواردة في الصحف أحياناً ما تكون غير حقيقية وملفقة وان الصحف أحياناً ما تكذب.
عمرو أديب يعرف جيداً أن المسئولين في دول العالم يكذبون كثيراً ليدافعوا عن مصالح بلدهم، وأن مسئولي جنوب إفريقيا يمكن أن يكذبوا لينفوا عن بلادهم تهمة التقصير الأمني التي قد تهدد استضافتهم لكأس العالم، وأن يحاولوا الدفاع عن سمعتهم لأن السرقة حدثت هذه المرة من داخل غرف الفنادق وليس في شوارع جوهانسبرج.
عمرو أديب يعرف جيداً أن جنوب إفريقيا من أسوأ دول العالم في مستوى الأمن - إن لم تكن الأسوأ على الإطلاق - وأن ضعف الأمن بها هو نقطة ضعفها الكبيرة في تنظيم كاس العالم2010.
عمرو أديب يعرف جيداً إن الطابق الذي يقيم به اللاعبين في الفندق هو الطابق الذي يقيم به رئيس جهاز الرياضة المهندس حسن صقر ورئيس البعثة المهندس محمود طاهر والجهاز الفني والوفد الإعلامي الذي يصاحب المنتخب في كل تحركاته حتى داخل الاتوبيس، فهل كل هؤلاء لم يشاهدوا الفتيات؟ أم أنهم مشاركون في الجريمة؟.
عمرو أديب يعرف جيداً أن "أفجر" لاعبي العالم وأقلهم التزاماً وأخلاقاً اذا ارادوا أن يحتفلوا فإن أقصى ما يفعلونه هو الخروج من الفندق والذهاب إلى ملهى ليلي أو صالة ديسكو وليس اصطحاب فتيات إلى الفندق، وفي غرفة مجاورة للوزير أو رئيس اتحاد الكرة او مدرب الفريق!!.
أخطاء مهنية فادحة
عمرو أديب ارتكب عدة أخطاء مهنية فادحة عندما تناول هذا الموضوع الذي نشرته صحيفة جنوب افريقية وتبنى وجهة نظر الصحيفة وهاجم منتخب مصر ولاعبيه ومدربه وجرح فيهم واتهمهم في أخلاقهم وشرفهم دون أن يضع احتمالاً لأن يكون هذا الخبر غير صحيح.
لماذا تبنى عمرو اديب وجهة نظر جنوب إفريقيا دون دليل واحد سوى تصريح مسئولة في الشرطة وفي مقابل هذا التصريح قام بتكذيب المسئولين المصريين ولاعبي المنتخب المصري؟
أليس سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة مسئولا؟ أليس المهندس محمود طاهر رئيس البعثة المصرية مسئولا؟ أليس حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب المصري مسئولا؟
لماذا تُكذب لاعبين يشهد لهم العالم كله بالالتزام والأخلاق مثل أبو تريكة وأحمد حسن وتصدق مسئولة جنوب إفريقيا؟
ألم يكن أبو تريكة ضمن اللاعبين الذيت تعرضوا للسرقة؟ فهل يصدق أحد على وجه الأرض ان ابو تريكة يرتكب هذا الفعل المشين؟
لماذا تلوم على ابوتريكة وأحمد حسن وشحاتة أن استخدموا ألفاظاً حادة دفاعاً عن أنفسهم وشرفهم أقصاها ما قاله حسن شحاتة "كرهتونا في الكورة الله يخرب بيوتكم" ولم تراعي انت الحالة النفسية بالغة السوء والضغط العصبي الذي يتعرضون له بينما سمحت لنفسك أن تستخدم ألفاظ أقل ما توصف به أنها "غير مهذبة"؟.
هل يصح أن تصف منتخب مصر بأنه منتخب "نجس" وأن لاعبيه "انجاس"، وتقول عنهم "خلاص حايحين قوي على النسوان؟ هي مصر مافيهاش نسوان"، "ليه بيقرفونا" ، "انت فريق ما يسويش حاجة"، "فريق غبي" ، "الفضايح بتاعتكوا" ، "انت فريق مش محترم وانتو لعيبة مش محترمة"، "هناك شيء زفر" ، "فضحتونا قدام العالم".
لماذا تسخر وتشكك في تدين والتزام اللاعبين وتقول "هايطلعي واحد من اللعيبة يقرالي آيتين"، "آدي الصلاة والتدين"، "آدي أخلاق المصليين"، "آدي منتخب الساجدين"؟
تناقض فج
لماذا عندما تناولت أنت شخصيا في الأسبوع الماضي خبراً من صحيفة الشروق المصرية المحترمة - التي يرأس تحريرها رجل من أكثر الصحفيين احتراماً وهو سلامة أحمد سلامة - عن اجتماع مكتب الحزب الوطني لاختيار جمال مبارك كمرشح للرئاسة في الانتخابات القادمة قلت ان هذا الخبر يحتمل أن يكون صحيحا أو غير صحيح؟
لماذ بدأت قراءة الخبر بقولك إن الشروق لا تنشر أخباراً كاذبة، ولكن عندما دخل صفوت الشريف على التليفون ونفى الخبر أسرعت بالقول: “خلاص وضحت الرؤية والخبر مش حقيقي".
لماذا اتضحت الرؤية لديك بمجرد مداخلة من صفوت الشريف بينما استمريت في اصرارك وتكذيبك لجميع المسئولين عن المنتخب رغم كل مداخلات المسئولين واللاعبين ومدربهم ونفيهم لصحة هذا الخبر؟.
لماذا - يا سيد عمرو - استضفت الفنانة هيفاء وهبي في حلقة كاملة من برنامجك لتدافع عن نفسها وعن زوجها ضد ما قالته كل وسائل الاعلام العربية - بما فيها الخاصة والحزبية والحكومية - عن البذخ في حفل زفافها دون مقاطعة او مضايقة منك؟
ألا يستحق لاعبو منتخب بلدك دقائق قليلة للدفاع عن شرفهم وتبرئة أنفسهم دون مقاطعة منك وهجوم شرس والفاظ فظة، ام ان الست هيفا لها كل الدعم والمساندة ولاعبو المنتخب لهم التجريح والاتهام.
مغالطة مقصودة
لماذا ظللت طوال حلقة الأحد تكرر مغالطة واضحة بأن حسن شحاتة وأحمد حسن أنكرا واقعة السرقة في المؤتمر الصحفي خوفاً من الفضيحة وقلت إن صمتهما جاء رغم صدور الصحف في جنوب إفريقيا وهي تحمل هذه الاتهامات المشينة، بينما الحقيقة - يا سيد عمرو - أن هذه الاتهامات جاء ذكرها في صحف اليوم التالي للمؤتمر الصحفي وأن شحاتة وحسن لم يريدا أن يحرجا الدولة المنظمة أثناء المؤتمر؟
ألم تذكر يا سيد عمرو بنفسك في حلقة سابقة حادثة كنت أنت شاهدا عليها في التسعينات لرئيس بعثة رياضية مصرية حذروه من الخروج من الفندق في جوهانسبرج بعد السادسة مساء، وعندما أصر على الذهاب إلى سوبر ماركت في مبنى مقابل للفندق فوجئوا به يعود بعد عدة دقائق وقد سرق اللصوص كل ما معه حتى البنطلون الذي يرتديه، فما الغريب في أن يتعرض اللاعبين للسرقة داخل مقر إقامتهم في دولة تفتقر لأبسط معايير الأمان، ولماذا تحتاج - يا سيد عمرو - إلى سبب آخر لتبرر به سرقة متعلقاتهم الشخصية؟
ألم تعرف يا سيد عمرو ان ابنة الكابتن أحمد شوبير هي ايضا تعرضت للسرقة في جنوب إفريقيا في اليوم نفسه ، فما السبب يا ترى في وجهة نظرك؟
هل نسيت ما قلته في حلقة الأحد من أن لاعبي الاهلي والزمالك سرقوا من قبل داخل غرفهم، لكن كل ما تتشبث به لتثبت انحراف لاعبي المنتخب هو أنهم لم يبلغوا الشرطة، وبالرغم من تأكيد الجميع أنهم اتبعوا القواعد المعمول بها في البطولات الرياضية وابلغوا اللجنة المنظمة والفيفا التي قامت بدورها بابلاغ الشرطة بالواقعة إلا أنك واصلت اتهامك للاعبي المنتخب دون دليل واضح.
هل نسيت إعلانك خلال الحلقة بأنك تتحدى "وعلى بلاطة" أن يكون ضمن اللاعبين المتهمين أحد من اللاعبين المشهود لهم بالأخلاق، لتفاجأ بعدها بأن أحمد حسن وأبو تريكة يؤكدان أنهما تعرضا للسرقة، فلماذا لم ترد؟
هل كنت - يا سيد عمرو - ستجرؤ على مهاجمة لاعبي المنتخب واتهامهم بهذا الشكل لو كانوا حققوا انتصارا أو حتى تعادلوا مع أمريكا؟
الشجاعة هي أن تقول هذه الاتهامات ونحن منتصرين، فهل كنت تجرؤ على ذلك حينها، "ولا العجل لما بيقع بتكتر سكاكينه"؟
يا سيد عمرو منتخب مصر "مش نجس" وهذا الجيل من لاعبي المنتخب هو أفضل جيل في تاريخ الكرة المصرية من حيث الالتزام والتدين قبل المهارات والانجازات الكروية والبطولات والجميع يشهد بذلك.
يا سيد عمرو أحب أعرفك إن جميع وسائل الإعلام العالمية نقلت يوم الاثنين خبر تعرض منتخب البرازيل هو الآخر للسرقة، فهل كانوا هم أيضاً يصطحبون معهم فتيات ليل بغرفهم في الفندق؟
أخيراً، اؤكد أني لا زلت عاجزا حتى الآن عن معرفة الدافع الحقيقي الذي يجعل عمرو أديب - أول من تناول أخبار "المزز" على شاشة التليفزيون - يتحول فجأة لمدافع عن الأخلاق والشرف ويكذب الجميع ليثبت أن لاعبي منتخب مصر غير محترمين وأن التزامهم وتدينهم مزيف، لو حد يعرف يا ريت يقولي.
نقلا عن مصراوى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق